|
مقدمة :
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية القوة
الاقتصادية الأولى في العالم ، لكنها تواجه بعض المشاكل
فما هي مظاهر و عوامل القوة الاقتصادية للولايات
المتحدة الأمريكية ؟ و ما هي الصعوبات التي تعترض الاقتصاد الأمريكي ؟
مظاهر القوة الاقتصادية
للولايات المتحدة الأمريكية :
الولايات المتحدة أول
قوة فلاحيه في العالم :
* تساهم الولايات المتحدة
الأمريكية بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للحبوب ( القمح ، الذرة ، الشعير ،
الأرز ) ، و المزروعات الصناعية ( خاصة الصوجا ، القطن ، الشمندر ، قصب السكر )
، و بعض أنواع الخضر و الفواكه ، و تمتلك قطيعا مهما من المواشي .
* تعد الولايات المتحدة
الأمريكية أول مصدر عالمي للمنتجات الفلاحية من بينها القمح و الذرة و الصوجا .
* يتمركز النشاط الفلاحي
الأمريكي في السهول الكبرى ( الوسطى) التي تعتبر أكبر مجالي فلاحي في العالم ،
إلى جانب المناطق الساحلية في شرق و غرب و جنوب البلاد . في المقابل فالنشاط
الفلاحي ضعيف في الغرب الداخلى (انظر ص الوثيقة 2 ، ص 184 من
كتاب المنار. أو الوثيقة 4 – ص 189 من كتاب المورد).
الولايات المتحدة
الأمريكية أول قوة صناعية في العالم :
* تحتل الولايات المتحدة
الأمريكية مراتب جد متقدمة في مختلف الصناعات سواء منها الأساسية أو
التجهيزية و الاستهلاكية . و من بين هذه الصناعات صناعة الصلب و السيارات
والصناعة الكيماوية و الصناعات العالية كصناعة الإلكترونيك و
المعلوميات و الطائرات و معدات غزو الفضاء .
* تضم الولايات المتحدة
الأمريكية مناطق صناعية رئيسية هي :
- الشمال الشرقي :
مجال صناعي قديم عرف تحديث الهياكل الصناعية ، و ينقسم إلى قسمين هما : نطاق
البحيرات الكبرى ( من أبرز مدنه شيكاغو، ديترويت ) ، و نطاق الميكالوبوليس (
نطاق المدن العملاقة : نيويورك ، واشنطن ، بوسطن ).
- الجنوب : يشمل
مدنا صناعية كبيرة من أهمها دلاس ، أطلنطا ، هوستن .
- الغرب الساحلي : و
يشمل مدنا صناعية كبيرة من بينها لوس أنجلس ، سان فرانسيسكو ، سياتل .( انظر
خريطة الصناعة الأمريكية ص 185 من كتاب المنار. أو الوثيقة 2 ص 191
من كتاب المورد ).
تحتل الولايات المتحدة
الأمريكية المكانة الأولى في مجال التجارة و الخدمات :
* تحتكر الولايات المتحدة
الأمريكية ما يناهز خمس التجارة العالمية، و تعتبر أول مصدر و مستورد عالمي. و
يشكل قطاع التجارة و الخدمات الجزء الأكبر من الناتج الداخلي الخام . و
تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع مختلف دول العالم خاصة دول القارة
الأمريكية و دول آسيا و أوربا الغربية. و تغلب المنتجات الصناعية على الصادرات و
الواردات الأمريكية.
* تعد الولايات .م. الأمريكية
أول مستثمر خارجي في العالم، و تتمركز استثماراتها في أوربا و أمريكا اللاتينية
و آسيا و كندا. في نفس الوقت تعتبر أول بلد في العالم مستقطب لرؤوس الأموال
الأجنبية .
عوامل القوة الاقتصادية
للولايات .م . الأمريكية :
تتوفر الولايات.م .
الأمريكية على مؤهلات طبيعية و بشرية ملائمة :
* تستفيد الفلاحة الأمريكية
من ظروف طبيعية ملائمة عامة تتمثل في غلبة السهول و المنخفضات المتركزة في وسط و
شرق البلاد ، و خصوبة التربة ، و تنوع المناخ ( حدد توزيع التضاريس و
المناخ على ضوء الخريطتين الواردتين في ص 188 من كتاب المنار، او الخريطتين
الواردتين ص 185 من كتاب المورد ) ، و التوفر على أطول شبكة نهرية في العالم
والمتمثلة في نهر المسيسيبي و روافده .
* تستفيد الصناعة الأمريكية
من وفرة الثروات الطبيعية : حيث تعد من أهم الدول المنتجة لمصادر الطاقة كالفحم
الحجري و البترول و الغاز الطبيعي و للمعادن كالحديد و النحاس و
الفوسفاط . و رغم ذلك تلجأ إلى الاستيراد أمام قوة التصنيع ( انظر الخريطة . ص :
189 من كتاب المنار) .
* تضم الولايات م الأمريكية
ثالث تجمع سكاني في العالم بفعل استقبالها للمهاجرين و ضمنهم الأطر العليا . و
ينتج عن ذلك وفرة اليد العاملة و السوق الاستهلاكية . و تتميز الولايات م
الأمريكية بالتنوع العرقي و ارتفاع نسبة الساكنة الحضرية ، تباين
الكثافة السكانية حسب الظروف الطبيعية والاقتصادية ( خريطة توزيع السكان ، ص 186
من كتاب المورد ).
يساهم التنظيم
الرأسمالي و البحث العلمي و التكنولوجي في تقدم الاقتصاد الأمريكي :
* يقوم النظام الرأسمالي
الأمريكي على ثلاث مبادئ هي : الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، و المنافسة الحرة
، و اعتبار الربح المحرك الأساسي لعملية الانتاج .
* تتلخص مميزات النظام
الرأسمالي في النقط الآتية :
- التركيز الرأسمالي ( الأفقي
و العمودي ) الذي أدى إلى ظهور المؤسسات القوية من أبرزها تروست ( شركة ضخمة
ناتجة عن اندماج عدة شركات ) ، و كونكلوميرا ( تجمع صناعي كبير لشركات متنوعة
الانتاج ) ، و الهولدينغ أو شركة التملك ( مؤسسة مالية تمتلك غالبية أسهم عدة
شركات مختلفة التخصصات ) .
- تدخل محدود للدولة في
الاقتصاد و الذي لا يكون بارزا إلا عند حدوث الأزمات
- التجديد المتواصل المعتمد
على البحث العلمي و التكنولوجي ، بالإضافة إلى ضخامة الاستثمارات و تشجيع
الاستهلاك.
* تتداخل الفلاحة مع القطاعين
الثاني و الثالث في إطار ما يعرف أكريبيزنيس ، و تستخدم التقنيات و الأساليب
الحديثة
تقوم الشركات المتعددة
الجنسية و البنية التحتية بدور هام في الاقتصاد الأمريكي :
* تمتلك الولايات م الأمريكية
شركات عملاقة تستثمر أموالها في مختلف بلدان العالم تعرف باسم الشركات المتعددة
الجنسية . و تكرس هذه الشركات هيمنة الولايات م المتحدة الأمريكية على الاقتصاد
العالمي ، و تضمن لها تسويق المنتوجات الصناعية و تزويدها بالمواد الأولية .
* تتوفر الولايات م الأمريكية
على أطول شبكة للمواصلات في العالم ، و التي تتميز بتنوعها حيث تشمل المواصلات
البرية ( الطرق و السكك الحديدية ) ، و المائية ( البحرية و النهرية ) ، و
الجوية . بالإضافة إلى شبكة أنابيب البترول و الغاز الطبيعي ، و شبكة المواصلات
السلكية و اللاسلكية ( انظر الخريطة ص : 192 من كتاب المنار ) .
الصعوبات و التحديات
التي تعترض الاقتصاد الأمريكي :
تواجه الولايات
المتحدة بعض المشاكل الاقتصادية :
* تتلخص مشاكل الفلاحة
الأمريكية في نقطتين أساسيتين هما :
- تضخم الإنتاج بفعل المنافسة
الأجنبية من طرف الدول ذات المؤهلات الفلاحية الكبرى ( دول الاتحاد الأوربي ،
وأستراليا ، الأرجنتين ) و تقلص مشتريات البلدان النامية من المنتجات الفلاحية
الأمربكبة .
- تدهور المجال الفلاحي
المتمثل في إنهاك التربة و تلوث الفرشة المائية .
* تواجه الصناعة الأمريكية
مشكلين أساسين هما :
- المنافسة الأجنبية
خاصة من طرف دول شرق آسيا و أمريكا اللاتينية .
- عدم كفاية إنتاج مصادر
الطاقة و المعادن رغم ضخامته ، و بالتالي ضرورة الاستيراد .
* تعاني الولايات م الأمريكية
من عجز الميزان التجاري أمام ضعف القدرة التنافسية للمنتوجات الأمريكية ، و
تزايد الواردات من مصادر الطاقة و المعادن .
تعرف الولايات م
المتحدة بعض المشاكل الاجتماعية و البيئية :
* تحتل الولايات م الأمريكية
المرتبة العاشرة عالميا بالنسبة مؤشر التنمية البشرية، رغم أنها القوة
الاقتصادية الأولى في العالم . و يلاحظ نوع من الميز العنصري حيث أن
الأقليات و خاصة السود أكثر عرضة للبطالة و الفقر .
* تشهد الولايات م الأمريكية
عدة كوارث طبيعية منها الأعاصير المدارية ، و الفيضانات ، و تدفقات الكتل
القطبية الباردة ، والزلازل و البراكين .
* تعاني المناطق الأكثر
تصنيعا من التدهور البيئي الذي يتخذ عدة أشكال منها : تلوث الهواء و
السطح والمياه و حدوث الأمطار الحمضية . كما تعتبر الولايات م
الأمريكية أول دولة في العالم مسؤولة عن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب
الرئيسي للاحتباس الحراري .
خاتمة : رغم هذه المشاكل ، تظل الولايات المتحدة
الأمريكية القوة الاقتصادية الأولى في العالم
|